تقرير م. أحمد عمار
تصوير: عُمر الشربيني
أصبح الحصول على طراز خارق بمحرك كبير وبضخ طبيعي للهواء أمرًا صعبًا للغاية في هذه الأيام.. تقريبًا إيطاليا هي البلد الوحيد الذي مازال يُقدم طرازات بمحركات من هذه الفئة.. فيراري ولامبورغيني وباجاني في كفة.. والعالم بأجمعه في كفة أخرى.. لتتجه أغلب الشركات إلى المحركات الأصغر في السعة المدعومة بأنظمة الشحن التوربيني للهواء.. كل الطرازات الألمانية والإنجليزية الخارقة الأداء استبدلت المحركات «الحماسية» ذات السحب الطبيعي للهواء والصوت الحماسي بالمحركات ذات الصوت الميكانيكي الذي يعتبره الكثيرون «مزعجا» وغير مُشبع للرغبات الجامحة لمُحبي السيارات.. كل أغلب طرازات بورشه وماكلارين وبوغاتي وأستون مارتن وبنتلي ومرسيدس بنز باتت مشحونة توربينيًّا.. نعم محركات تأتي بقوة وفاعلية أكبر ولكن بصوت «متواضع» وغير حماسي عند المقارنة بالمحركات ذات السحب الطبيعي للهواء.. الصوت هو جزء لا نستطيع إهماله من روح السيارة القوية أو الخارقة.. لامبورغيني واحدة من الشركات التي مازالت تٌقدر «الحماس» والأصوات «الدرامية».. على الرغم من أنهم بدأوا في استخدام المحركات التربو الخاصة بمجموعة فولكس فاجن.. وتحديدًا في طراز أوروس الجديد من فئة SUV.. ولكن طرازاتهم الرياضية الخارقة مازالت تحتفظ بالمحركات الكلاسيكية التصميم ذات السعات اللترية الضخمة الذي يُحبها ويقدرها الكثيرون.
في هذا التقرير سنأخذكم في رحلة وتجربة خاصة جدًّا.. سنقوم بتجربة واحدة من أهم الطرازات الخارقة في العالم.. سنقوم بتجربة طراز لامبورغيني أفانتادور S كوبيه العظيم.. طراز يحمل قلبًا مُشتعلًا بسعة 6.5 لترات موزعة على 12 أسطوانة V12 وبقوة مُبهرة تبلغ 740 حصان.. ليكون واحدًا من أقوى المحركات ذات السحب الطبيعي للهواء المُقدمة في العالم.. والمربوط بمنظومة تقدر على دفعه للتسارع من 0 – 100 كم/ ساعة 2.9 ثانية.. ومن الوصول لسرعة قصوى تبلغ 350 كم/ ساعة.. في هذا التقرير سنرى إن كانت وصفة لامبورغيني الكلاسيكية قادرة على التغلب على المنافسين الأهم ضمن هذه الفئة أم لا؟.
الإبهار يبدأ من أمام فُندقنا
قبل سفري لدبي بأيام قليلة.. جاءتني رسالة التأكيد على موعد تجربتي لطراز لامبورغيني.. نُسخة S الخاصة للغاية من طراز أفانتادور، لبتم الاتفاق أن السيارة ستُرسل إلى عنوان فٌندقي في دبي.. لأستلمها للتجربة لمُدة 4 أيام.
مع كل تجربة لطراز يأتي من لامبورغيني.. يجب أن أعترف بأني أكون سعيدًا للغاية.. بعيدًا عن التجربة والعمل.. قيادة سيارة تحمل شعار لامبورغيني في مدينة مثل دبي لهو أمر رائع، ولا يُوصف بالكلمات.. كل عام أقوم بتجربة عشرات السيارات الرياضية والفاخرة.. الكثير منهم يكون مبهرًا وبأسعار مليونية وبقوة كبيرة للغاية.. ولكن لطرازات لامبورغيني سحرًا خاصًّا.. نعم ليست نوعية السيارات التي أحلم بشرائها.. ولكنها ضمن أكثر الطرازات التي أستمتع بصحبتها.. هذا الشعور المتضارب تولد مع تجربتي لطرازات هوراكان المُختلفة.. هل الأمر سيختلف مع أفانتادور؟! سنرى.
في تمام الساعة التاسعة صباحًا.. جاءني هاتف من سائق لامبورغيني.. الذي أعلمني أنه ينتظرني خارج الفُندق لتسليم السيارة.. الشركة مُنضبطة في مواعيدها بشكل لا أعتاده في مدينة دبي.. دومًا هناك تأخير من 15 إلى 30 دقيقة.. قُمت بالنزول من غرفتي لأقف أمام الفُندق وأبحث عن السيارة المُميزة للغاية.. من السهل أن تلاحظ سيارة أفناتادور زرقاء في وسط الشارع.. حتى وإن كنتَ تعيش في مدينة مثل دبي.. ولكني لا أرى السيارة الخارقة.. لتأتيني مكالمة جديدة من السائق.. لأجد سائق السيارة البشوش يقترب مني ويخبرني بأن السيارة موجودة.. ولكني ما زلتُ لا أراها.. لأتفاجأ بحاوية كبيرة على جانب الطريق.. هذه الحاوية بها السيارة.. لأول مرة أستلم سيارة بهذه الطريقة.. لامبورغيني أرسلت السيارة لي كأني سأشتريها.. دومًا كنت أذهب بنفسي لاستلام طرازات هوراكان.. ولكن الأمر مُختلف الآن.. في هذه الرحلة سأستلم طراز أفانتادور الخارق المّذهل.. الرجل أخبرني بأني الوحيد المسموح له بإنزال السيارة.. ليفتح لي باب جرار جانبي لأرى الطراز المُذهل في داخلها.. شاهدتُ الكثير من طرازات أفانتادور في حياتي.. ولكن لحظة رؤية السيارة التي سأتسلمها لتجربتها هي لحظة مُختلفة تمامًا.. لأفتح باب السيارة المُجنح الذي يُفتح لأعلى بابتسامة عريضة.. ثُم أدخل السيارة التي كُنت أتوقع أن تكون أكثر رحابة قليلًا من طراز هوراكان.. ولكن المساحات لم تختلف كثيرًا للأسف.. مع لحظة تشغيلي للمحرك تفاجأتُ بالكثير من المُعجبين بالسيارة يلتفون حول الحاوية.. عشرات المُعجبين ظهروا في لحظات بسيطة للغاية.. هناك سيارات تشعر بقوتها وسرعتها بل وسحرها وهي مصفوفة في الشارع.. هذه السيارة هي خير مثال لهذه النوعية من السيارات.. بعد إنزالي للسيارة بدأتُ على الفور في التعرف على أفانتادور إس.. ولكن قبل الحديث عن انطباعاتي.. لنتحدث عن المعلومات الأساسية عن هذه السيارة.
مُحرك V12 – دفع رباعي للعجلات – توجيه رباعي للعجلات.. كل ما تحتاجه في سيارة خارقة
يحصل هذا الطراز على واحد من أقوى المحركات ذات التنفس الطبيعي للهواء المتاحة في سوق السيارات الرياضية الخارقة.. ليأتي بسعة 6.5 لتر موزعة على 12 أسطوانة V12، ويعمل بتقنية MPI للحقن المُتعدد النقاط.. يستطيع استخراج قوة 740 حصان عند 8400 دورة في الدقيقة.. مع 690 نيوتن متر للعزم الأقصى للدوران عند 5500 دورة في الدقيقة، وهذا مع نسبة انضغاط داخلية للمحرك تبلغ 11.8:1 لتكون نسبة «تستجوب» استخدام وقود ذو أوكتان 98.. طبعًا هناك الكثير من العملاء في مصر والمملكة العربية السعودية يستخدمون وقود باوكتان أقل يبلغ 95 أوكتان.. ولكن هذا سيؤثر سلبيًّا على القوة الخارجة من المحرك.
يوصل هذا المحرك بصندوق سرعات من فئة ISR ”Independent shifting rods” الذي يأتي بـ7 سرعات أمامية، ونظام تعشيق «فردي».. ليدعم التحكم الأوتوماتيكي أو اليدوي للنقل بين السرعات.. هذا الصندوق «مُختلف» للغاية.. صندوق عنيف وسريع للغاية.. يستطيع التبديل بين السرعات في 50 ملي ثانية فقط.. ليكون أحد أسرع الصناديق على مرِّ تاريخ صناعة السيارات المُخصصة للطرقات.. إن لم يكن أسرعهم على الإطلاق.. يكفي أن تعرفوا أن صندوق سرعات DSG ذو نظام التعشيق المزدوج يُبدل بين السرعات في 200 ملي ثانية.. مع قُدرة صندوق سرعات بوغاتي فيرون سوبر سبورت على التبديل بين السرعات في 100 ملي ثانية.. رمش العين يحتاج إلى 100 ملي ثانية للتحرك.. هذا الصندوق أسرع من عينك.
تكتمل منظومة تشغيل لامبورغيني أفنتادور إس بنظام الدفع الرباعي للعجلات.. الذي يقوم بتوزيع عزم دوران المحرك بنسبة 60% للعجلات الخلفية و40% للعجلات الأمامية.. وذلك في الوضع التشغيلي الأساسي للسيارة STRADA.. أما عند اختيار وضعية التشغيل الرياضية يقوم النظام بتوزيع عزم الدوران حتى 90% للعجلات الخلفية.. فقط 10% للعجلات الأمامية لتضمن أفانتادور إس توفير تماسك كافٍ لعدم القفز على الأشجار وأعمدة الإنارة في الشارع.. وطبعًا هذا مع دعم أنظمة التماسك والاتزان الإلكترونية.. أما في وضعية CORSA.. فيتم توفير نسبة أقل من عزم الدوران للعجلات الخلفية.. لتصل إلى 80% للعجلات الخلفية و20% للعجلات الأمامية.. ولكن لا تستهين بهذه النسبة.. فأنظمة دعم اتزان وتماسك السيارة ستعمل بشكل أقل فاعلية لتسمح السيارة لقائدها لدفعها لأقصى حدودها الفيزيائية.. بتحكمه وخبرته.. ما يعني أن أصحاب القلوب الضعيفة والخبرات المحدودة قد يقومون بأعمال درامية قد لا يُحمد عقباها باستخدام هذه الوضعية.
لا تقف منظومة تشغيل أفانتادور إس على ذلك.. لنجد نظام التوجيه الخلفي للعجلات.. أو التوجيه «الرباعي» للعجلات إن صح التعبير.. في هذه السيارة لن تتحكم بالعجلات الأمامية فقط عبر توجيهك للسيارة.. سيقوم النظام بتوجيه العجلات الخلفية حتى 3 درجات «عكس» اتجاه توجيهك للسيارة.. وذلك على السرعات المُنخفضة.. ليزيد معدلات التماسك والاتزان مع شعورك «بتقصير» طول قاعدة العجلات.. طبعًا بشكل «تصوري» ولكن فعال للغاية.. العكس بالضبط يحدث على السرعات المُرتفعة.. ليتم توجيه العجلات الخلفية في نفس اتجاه توجيهك للعجلات الأمامية.
هذا الطراز يستطيع التسارع من 0 – 100 كم/ ساعة في 2.9 ثانية وحتى سرعة 200 كم/ ساعة في 8.8 ثانية.. وحتى سرعة 300 كم/ ساعة في 24.2 ثانية.. مع سرعة قصوى تبلغ 350 كم / ساعة.
هيكل بجزء واحد من الألياف الكربونية.. ومعدلات رائعة من الانسيابية
تم بناء هذا الطراز على هيكل من قطعة واحدة Monocoque chassis مُصنع من الألياف الكربونية خفيفة الوزن.. وذات قدرة ممتازة على مقاومة الالتواء.. وهذا مع تطوير تصميم هذه النُسخة الخاصة من أفناتادور.. ليتم توفير قوة ضغط سفلية أمامية بنسبة تزيد عن 130% مقارنة بالنسخة الأولى لأفانتادور بجانب توفير فتحات جانبية أكبر لتحسين فاعلية تبريد المحرك.. مع العلم بأن الجناح الخلفي الجديد يأتي مُدمجًا بالسيارة.. ويخرج ليتحرك في 3 اتجاهات على حسب «الحاجة».. وحسب سرعة السيارة.. مع العلم بأن قاطع الهواء الخلفي الكبير سيساعد أيضًا على زيادة قوة الضغط السفلية على مؤخرة السيارة.. في العموم تم تحسين وزيادة قوة الضغط السفلية الإجمالية على السيارة بنسبة 50% مقارنة بالنسخة السابقة من أفناتادور.. أما معامل السحب السُفلي.. فتحسن بنسبة 400% عن النُسخة السابقة.. نعم هذه الأرقام المُبهرة ستُسحن من أداء السيارة العام.. وتجعلها تقطع الهواء بفاعلية مع قوة ضغط سفلية ستضمن بقاء السيارة على الأرض وعدم «إقلاعها» عند الوصول لسرعة 350 كم/ ساعة.
العجلات المعدنية الأمامية في هذا الطراز تأتي بقياس 20 بوصة.. أما العجلات الخلفية فتأتي بقياس أكبر يبلغ 22 بوصة.
لنأخذ السيارة في جولة سريعة للتعرف المبدئي عليها
بعد استلامي للسيارة مباشرة.. قُمت بأخذ صديقي عُمر الشربيني- المصور الرسمي لأوتو زوون- في جولة سريعة لاكتشاف هذه السيارة المُذهلة.. رأيت لمعة مُدهشة في عينيه عندما وقعت على السيارة الزرقاء.. ليقفز على الفور إلى جانبي.. لأقوم بتشغيل المُحرك واختيار وضعية Corsa الرياضية بدون «إضاعة» للوقت.. لأستطيع سماع صوت دقات قلبه بوضوح تام.
قُمنا بالخروج من الفُندق بالسيارة.. لأقوم على الفور بالضغط الكامل على دواسة الوقود.. لأفاجأ بالصوت المُتجر من خلفي وبعجلات السيارة التي تصرخ من أجل توفير التماسك.. اندفاع السيارة كان جنونيًّا.. لتأتي لحظة التبديل بين السرعات.. صندوق السرعات من فئة ISR قام بالتبديل في زمن وجيز للغاية.. زمن لم أَصِل إليه مع تجربتي لبوغاتي فيرون.. ولكن الملاحظة الأهم أن التبديل بين السرعات كان عنيفًا بشكل لا يُوصف بالكلمات.. كان عنيفًا ودراميًّا بشكل أكثر وضوحًا من صندوق سرعات طراز نيسان جي تي آر نيسمو من الجيل الأحدث.. الذي كُنتُ أعتبره سابقًا الصندوق «الأعنف» على الإطلاق.. ولكنه يأتي «وديعا» للغاية مقارنة بصندوق سرعات لامبورغيني أفنتادور إس.. بعد الوصول لسرعة لا تزيد عن 120 كم/ ساعة.. أي بتبديل سرعة واحدة تقريبًا.. قُمت «بخلع» قدمي من على دواسة الوقود حتى لا ندخل السجن بهذه السيارة الرائعة.. لأشعر على الفور برد فعل نظام التعليق «العنيف» جدًّا هو الآخر.. لم أتحمل استخدام وضعية Corsa لأكثر من دقيقتين.. السيارة عنيفة وصندوق السرعات يحتاج للضغط الكامل على دواسة الوقود وإلا سيقوم «بتعذيبك» داخل السيارة.. هذا الصندوق سيقوم «بضربك على رأسك» ليُجربك على التسارع.. شعرتُ به يصرخ في بأن أدفع السيارة إلى أقصى حدودها الممكنة.. الصندوق في هذه السيارة يأتي كشيطان يُطالب بالتسارع المجنون وكسر القانون.. هذا إلى جانب شيطان «صوت المحرك».. كنت أصارع شيطاني وشياطين السيارة.. لأتذكر طراز «ديابلو» الكلاسيكي من لامبورغيني الذي كان اختيار اسمه عملًا رائعًا ومُعبرًا للغاية.
في وسط هذه الأجواء الحماسية.. جاءتني مكالمة هاتفية على هاتفي المحمول.. مكالمة من شركة ماكلارين.. مكالمة تطلب مني التوجه إلى مكتب الشركة في شارع الشيخ زايد لاستلام طراز ماكلارين 720s لتجربته.. يا له من يوم رائع.. يوم به أكثر من 1500 حصان للتجربة.
على مدى 4 أيام.. قُمتُ باكتشاف طراز لامبورغيني.. جنبًا إلى جنب مع طراز ماكلارين 720 S الرائع.. كُنتُ محظوظًا للغاية لاستلام السيارتين للتجربة في نفس الوقت.. ولكن دعونا نتحدث عن سيارة لامبورغيني.. في هذا الإصدار تقرير بالكامل عن طراز ماكلارين الرائع.
تمتلك سيارات لامبورغيني سحرًا خاصًّا.. كل طرازات لامبورغيني التي قُمتُ بتجربتها تعمل «كالمغناطيس».. السيارة تجذب جميع أنواع البشر إليها.. كل من يراها يبتسم ويُخرج هاتفه المحمول لالتقاط الصور.. طبعًا بعد إلقاء التحية عليك.. هذا في الطرازات الأقل «إبهارًا» من لامبورغيني.. أما مع طراز خارق مثل أفانتادور فالقصة مختلفة تمامًا.. الجميع يطلب منك رؤية السيارة من الداخل.. الجميع يريد الجلوس في السيارة.. الجميع ينتظر سماع صوت المحرك.. هذه السيارة هي أكثر سيارة مُلفتة للأنظار على الإطلاق.. لا تُوجد سيارة قُمتُ بتجربتها تحمل هذا السحر.. حتى طرازات رولز رويس الفخمة.. الجميع يُحبها ويحترمها.. ولكن لا تجد الكثيرين الذين يتهافتون لالتقاط الصور.. لا تجد من يطلب منك رؤية السيارة من الداخل.. الجميع «يخاف» من سيارات وملاك رولز رويس.. أما الأمر مُختلف مع أفانتادور.. حتى طراز ماكلارين 720 S.. لا يستطيع أن يقف أمام إعصار «سحر» أفانتادور.. وصوته متواضع أمام صوت مُحرك الـV12 المُبهر للامبورغيني.
على الجانب الآخر.. السيارة تأتي بفتحات دخول ضيقة للمقصورة.. الزجاج صغير في كل مكان.. مدى الرؤية ليس الأفضل على الإطلاق.. وضعية الجلوس مُنخفضة بشكل «موتر».. طبعًا السيارة ضيقة للغاية من الداخل.. هذه السيارة تحتاج للعملاء «الرياضيين».. أصحاب الأجسام المُمتلئة مثلي سيعانون في استخدام هذه السيارة.. نظام التعليق المُتغير الضبط هو نظام ممتاز إن قمت بقيادة السيارة بعُنف.. ولكنه مزعج في الاستخدام على الطرقات.. عندما أخذتُ السيارة للسفر إلى جبل جيس.. لم أستطع قيادة السيارة لأكثر من 50 كم.. قُمتُ على الفور بتبديل السيارات وأخذ سيارة ماكلارين «المريحة» للغاية مقارنة بهذه السيارة.. قُمتُ بتسليم السيارة لشريكي المهندس حازم عزام.. لأطلب منه هو وعمر الشربيني أن يبدلوا في قيادة السيارة حتى نصل إلى الجبل.. طبعًا كان من الصعب أن أطلب من أحدهم أن يقود السيارة لمسافة إجمالية تزيد عن الـ400 كم.. ولكن نحن نتحدث عن سيارة خارقة في النهاية.. لا يهم أن تكون مريحة.. مع هذا الصوت وهذه القوة الغاشمة.. لا يهم أي شيء آخر.. المُهم هو التماسك وطريقة أداء هذه السيارة.. وهذا الذي سنكتشفه وسنتحدث عنه.
في الصحراء وعلى قمة جبل جيس اكتشفنا لامبورغيني أفانتادور إس
قبل سفري لرأس الخيمة لصعود جبل جيس.. قُمت بأخذ لامبورغيني أفانتادور إس إلى مكان تجاربي في وسط الصحراء خارج البلاد.. لأقوم بدفع هذا الطراز لأقصى حدوده المُمكنة.. تجربة تفعيل نظام الإطلاق Launch control في هذه السيارة هي تجربة من «الأحلام».. الانطلاق يأتي عنيفًا للغاية.. نظام الدفع الرباعي يعمل بامتياز لتوفير أعلى معدلات التماسك.. تحقيق التسارع من 0 -100 كم/ ساعة في 2.9 ثانية هو أمر سهل للغاية مع هذه المنظومة.. وصلتُ لسرعات تتخطى الـ300 كم/ ساعة.. لأستطيع أن أجزم أن هذا الطراز سريع للغاية.. ولكنه ليس في سرعة طراز ماكلارين 720 S على الطرق المستقيمة.. طراز ماكلارين ذو الدفع الخلفي للعجلات سيكون أسرع بفضل عزم الدوران الزائد والوزن «الأقل».. على السرعات الأعلى من 300 كم/ ساعة أستطيع أقول إن طراز ماكلارين كان أكثر ثباتًا.. أو على الأقل أعطاني ثقة أكبر في عدم «الخوف».. على هذه السرعات ستسمع صوت دقات قلبك يُغطي على صوت المُحرك.. أعتقد أن الفارق بين ثبات السيارتين يتمحور حول «الجناح الخلفي».. من خبرتي أتوقع أن جناح ماكلارين الخلفي يأتي أكثر فاعلية وتأثيرًا على ثبات السيارة.
هذا بالنسبة لأداء السيارة على الطرق المستقيمة.. أما بالنسبة للقيادة على الطرق المليئة بالمنحنيات.. فأستطيع أن أقول وبكل ثقة أن أفانتادور إس سنتكون أفضل، وستوفر تماسكًا أفضل على هذه النوعية من الطرق.. ولكنك ستحتاج لوقت حتى تعتادها.. 4 أيام ليست المُدة الكافية للتعود على سيارة مثل أفانتادور إس.. سيارة ماكلارين كان أكثر «رشاقة» وأكثر متعة في القيادة؛ بسبب طبيعة نظام دفعها الخلفي.. ولكن إن كنت تريد تحقيق أفضل الأزمنة.. فأعتقد أن أفانتادور تستطيع توفير أزمنة أقل.
في النهاية يجب أن نرفع القبعة للامبورغيني.. توفير محركات بهذه السعة اللترية بـ12 أسطوانة لهو أمر صعب وفريد في هذا الزمان.. حتى إن كان بعض المنافسين «أسرع» وأفضل على الطرق المستقيمة.. الواضح أنه لا توجد سيارة بسحر أفانتادور.. ولن يُقدم محرك بصوت محرك لامبورغيني ذي الـ12 أسطوانة.. هذه السيارة تُقدم مزيجًا ساحرًا لن تفهمه إلا مع تجربة السيارة.. فعلًا.. هذه السيارة تستحق أن تكون سيارة الأحلام للكثيرين.. وتستحق أن تُزين حوائط الملايين من مُحبي السيارات حول العالم.