في تقرير صادم لكبرى مؤسسات التصنيف الائتماني حول العالم، عدلت وكالة "فيتش" نظرتها المستقبلية لقطاع السيارات العالمي من "مستقرة" إلى "متدهورة"، مؤكدة أن الصناعة تواجه تحديات ضخمة ومستمرة قد تُحدث تغييرات جذرية في صناعة السيارات خلال الفترة المقبلة، وتحديدًا فيما يخص مستويات الأرباح والطلب والمبيعات.
أسباب التدهور المتوقع لصناعة السيارات
وفقًا لتحليل وكالة فيتش، فإن أحد أبرز أسباب النظرة السلبية يتمثل في التباطؤ "الركود" الاقتصادي العالمي، والذي ظهر اثره على القدرة الشرائية للمستهلكين بشكل واضح خلال الأشهر الماضية، خصوصًا مع استمرار ارتفاع معدلات التضخم، وزيادة تكاليف التمويل على الشركات والمستهلكين على حد سواء, بالإضافة إلى ذلك، ما زالت أزمات مثل الرسوم الإضافية التي فرضها ترامب علي الاستيراد, و ازمة سلاسل التوريد تضغط بقوة على الشركات المصنعة، وخصوصًا في ما يتعلق بتوفير الرقائق الإلكترونية والمكونات الحيوية للإنتاج.
ضعف الطلب علي السيارات والمنافسة من السيارات الكهربائية
تشير وكالة فيتش أيضًا إلى تغيرات كبيرة في سلوك المستهلكين، مع توجه متزايد نحو السيارات الكهربائية، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا للعلامات التجارية التقليدية، التي لم تتمكن حتى الآن من مجاراة التوسع السريع في هذه الفئة، سواء من حيث الإنتاج أو التكنولوجيا أو البنية التحتية. وتؤكد الوكالة أن الطلب على السيارات التقليدية يشهد حالة تباطؤ واضحة، مع زيادة المنافسة من الشركات الجديدة وخصوصًا الصينية.
مستقبل غير مضمون وتحذيرات مستمرة
التقرير أشار إلى أن استمرار هذه العوامل قد يؤدي إلى تراجع في مستويات الربحية لدى معظم المصنعين العالميين، بل وقد تضطر بعض الشركات إلى تقليص خطوط الإنتاج أو إعادة هيكلة عملياتها التشغيلية لمواجهة الوضع الجديد. وفي هذا الإطار، أوصت فيتش المصنعين بضرورة إعادة ترتيب أوراقهم بشكل سريع ، من خلال تنويع سلاسل التوريد، وزيادة استثماراتهم في تكنولوجيا القيادة الذاتية والكهرباء، بالإضافة إلى مراجعة استراتيجيات التسويق والتسعير للتكيف مع التغيرات المتسارعة في الأسواق العالمية.
تراجع أرباح شركات السيارات
خلال الأيام القليلة الماضية كشفت شركات أوروبية هامة و كبيرة مثل مجموعة فولكس فاجن و مرسيدس بنز عن تراجع الأرباح بنسبة تزيد عن 40% بالربع الأول من 2025, بالمقارنة لما كان عليه الوضع في نفس الفترة في 2024, و صرحت شركات مثل مرسيدس بنز أيضا انه اذا استمر الوضع الحالي كما هوا, فيتوقع ان تشهد مزيد من التراجع بالارباح.